باستخدام تقنيات الطاقة الحرارية الأرضية

تقرير: أوروبا تسعى حثيثاً لإيجاد بدائل للغاز لتوفير الطاقة

تقرير: أوروبا تسعى حثيثاً لإيجاد بدائل للغاز لتوفير الطاقة

تسعى الدول الأوروبية حاليا إلى ضخ المزيد من الاستثمارات لتعزيز صناعة محطات الطاقة الحرارية الأرضية المعروفة باسم "جيوثيرمال"، لتوفير بدائل لنقص إمدادات الغاز التي سببتها الأزمة الروسية الأوكرانية، مستلهمة في ذلك التجربة الناجحة لبناء محطة ميونخ للطاقة الحرارية الأرضية، التي بدأ العمل بها في عام 2021 قبل وقت قليل من اندلاع النزاع بين موسكو وكييف.

وقالت مجلة "تك إكسبلور" المتخصصة في مجال البيئة والطاقة الخضراء، في تقرير لها، اليوم الأحد، إن وحدة الطاقة الحرارية الأرضية بمدينة ميونخ الألمانية، تعتبر الأكبر من نوعها في أوروبا، حيث تم ضخ استثمارات بقيمة مليار يورو لإقامة هذه الوحدة التي ينتهي إنشاؤها بشكل كامل بحلول عام 2030، والتي من شأنها أن تعمل على جعل بيئة المدينة محايدة من حيث نسبة الكربون في الهواء، واصفة إنشاء هذه الوحدة الحرارية بالمصادفة السعيدة حيث بدأ العمل بها قبل الأزمة الروسية الأوكرانية.

وأوضحت أن الطاقة الحرارية الأرضية تعتبر مصدراً للطاقة نظيفاً ومتجدداً، وهي ذات منشأ طبيعي مختزنة في صخور باطن الأرض، حيث يقدر أن أكثر من 99 بالمئة من كتلة الكرة الأرضية عبارة عن صخور تتجاوز حرارتها 1000 درجة مئوية، مشيرة إلى أنه يمكن الاستفادة من الطاقة الحرارية الموجودة في مسارات باطن الأرض بشكل أساسي في توليد الكهرباء، وفي بعض الأحيان في التدفئة عندما تكون هذه المسارات الحرارية قريبة من سطح الأرض.

ونقلت المجلة عن مدير محطة ميونخ الحرارية كريستين بيلتل قوله: "إننا نجلس فوق منجم من الذهب"، مشيرا إلى أن ميونخ تتمتع بموقع جيولوجي هائل يمكنها من استغلال الطاقة الحرارية المخزنة في مسارات باطن الأرض في توليد الكهرباء، مشيرا إلى أن الاعتماد على الطاقة الحرارية الأرضية يعتبر بديلا مثاليا ومستداما لإمدادات الغاز التي ارتفعت أسعاره بشكل كبير بسبب الأزمة الحالية بين روسيا وأوكرانيا.

وأوضح مدير محطة ميونخ أن المياه الساخنة التي تندفع من مسافة 3 كيلومترات من باطن الأرض يتم تحويل الحرارة الناتجة عنها، عن طريق شبكة محلية من الأنابيب التي تربط المنازل القريبة بمحطة الطاقة، بينما يتم إرسال المياه بعدما تبرد إلى أعماق الأرض مرة أخرى، مشيرا إلى أن الطلب تزايد للغاية على هذه الإمدادات بعد اندلاع أزمة الحرب.

وكشفت المجلة عن أنه بنهاية عام 2022، نشرت الحكومة الألمانية خطة تهدف إلى زيادة إنتاج الطاقة الحرارية الأرضية بمقدار 10 أضعاف بنهاية 2030، ليصل إجمالي الإنتاج إلى 10 تيراوات/ ساعة، حيث ترغب الحكومة الألمانية في البدء فيما يقرب من 100 مشروع جديد للطاقة الحرارية الأرضية، حيث إنها تعتمد على الغاز بنسبة 50 بالمئة في التدفئة.

أما في فرنسا، فقد أعلنت الحكومة الفرنسية عن اعتزامها زيادة خطة إنشاء وحدات الطاقة الحرارية الأرضية بنسبة 40 بالمئة بحلول عام 2030، وفي المجر، أصدرت الحكومة المجرية قرارا في شهر أكتوبر الماضي بتوسيع الاعتماد على الطاقة الحرارية الأرضية وتعزز الاستثمارات الخاصة بها، بينما تعمل الحكومة الإيطالية على تعزيز هذا النوع من الطاقة بالإضافة إلى خطط مماثلة في الدنمارك.

وأشار التقرير إلى أن محطة ميونخ التي ينتهي العمل بها في عام 2030 ستكون قادرة على توفير الطاقة لما يزيد على 800 ألف منزل بمجرد أن تعمل بشكل كامل، موضحا أنه طبقا لبيانات المفوضية الأوروبية فإن محطات الطاقة الحرارية الأرضية يمكنها أن توفر الطاقة الخالية من انبعاثات الكربون لنسبة تصل إلى 25 بالمئة من سكان أوروبا، وهو ما يحقق الأهداف البيئية للأمم المتحدة.

أزمة طاقة

وتسبب الجفاف وموجات الحر والوباء والحرب الروسية الأوكرانية في خلق أزمة عالمية في الطاقة، وامتد ارتفاع تكلفة الطاقة إلى كل ركن من أركان الأرض تقريبا.

ووضع قرار روسيا وقف ضخ الغاز إلى أجل غير مسمى، أوروبا أمام معضلة غير مسبوقة، ويُتوقع ارتفاع قيمة فواتير الطاقة في أوروبا بمقدار تريليوني يورو بحلول أوائل العام المقبل 2023.

وضاعفت الحرب والعقوبات الاقتصادية وفصل الشتاء، إضافة إلى استعمال موسكو للطاقة كأداة للضغط، من مخاوف الأوروبيين، وجعلت أسعار الغاز تصل لمستويات قياسية.

 


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية